الفقة الحركي فى السيرة النبوية
الهجرة إلى الحبشة
عندما أشتد الأمر على المسلمين وبلغ بهم الأذى مداه وصبت قريش جام غضبها وعنفوانها على الفئة المؤمنة بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر ويبحث عن مكان آمن للدعوة يستنقذ فيه أصحابه من شده البأس ويحمى دعوته من طغيان الجاهلية وعنادها
أهتدى تفكير الرسول صل الله عليه وسلم إلى الهجرة للحبشة ومن المعروف أنها تمت مرتين الأولى فى العام الخامس من البعثة فى شهر رجب وقد هاجر فيها بضع عشر رجلا وأمرأه وما لبثوا أن عادوا إلى مكة فى شهر شوال من السنه نفسها لما بلغهم من إسلام أهل مكة ولما تبين أن الأمر غير ذالك عادوا إلى هجرتهم وخرج معهم كثير من الصحابه فى الهجره الثانية بلغ عددهم 93 رجلا و19 امرأة
الظلال الحركية للهجرة للحبشة
لابد من التنبيه بداية إلى أن الهجرة إلى الحبشة لم تكن لمجرد الفرار من الأذى فقد هاجر كثيرون ممكن كان لهم أمن وحماية وإنما كان من مقاصد تلك الهجرة تأكيد مكان آمن فيه حرية أكثر للدعوة الإسلامية وإيجاد نوع من الضغط على قريش لعلها تغير من مواقفها العدائية
وقد أحسن سيد قطب رحمه الله فى كشفه عن الظلال الحركية لهذه الهجره عندما قال :
ومن ثم كان بحث الرسول صل الله عليه وسلم عن قاعدة أخرى غير مكة تحمى هذه العقيدة وتكفل لها الحرية ويتاح لها أن تخلص من هذا التجميد الذى أنتهت إليه فى مكة حيث تظفر بحرية الدعوة وبحماية المعتنقين لها من الإضطهاد والفتنة وهذا فى تقديرى السبب الأهم للهجرة
وربما كان وراء هذه الهجرة أسباب أخرى كإثارة هزة فى أوساط البيوت الكبيرة من قريش وأبناؤها الكرام يهاجرون بعقيدتهم فرارا من الجاهلية تاركين ورائهم كل وشائج القربى فى بيئه قبلية تهزها هذه الهجرة على هذا النحو هزا عنيفا
تأمل أخى فهذه لفتة حركية عجيبة وهى ليست غريبة على سيد قطب رحمه الله فهو من رسم معالم المنهج الحركى لهذا الدين زكان له أبرز الأثر فى هذا الميدان
نكتفى بهذه الملامح التى تبين بعض المنهج الحركي فى الهجرة للحبشة وإلا فدروسها كثيره ولكنها تخرج عن نطاق هذه الدراسة