مدينة سورية، تعد الميناء الرئيسي لسوريا.
اللغة
(باليونانية نقحرة: لاوديكيا، باللاتينيةLaodicea ad Mare) مدينة سوريّة، تعتبر الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب وحمص وحماة، تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 385 كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسطوالحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.
اللاذقية— —
من معالم المدينة
أبنية في منطقة مشروع الأوقاف • الملعب البلدي • الشاطئ الأزرق • حي الأمريكان مركز المدينة • مدرسة الكلية الوطنية الخاصة • كنيسة اللاتين
اللقب: عروس الساحل
موقع اللاذقية في سوريا.الإحداثيات: 35°31′N 35°47′Eجمهورية سورياالمحافظةمحافظة اللاذقيةالتأسيسقرابة العام 7000 قبل الميلادالتأسيس الثانيأعاد بنائها سلوقس الأول عام 300 قبل الميلاد - المحافظإبراهيم خضر السالم - رئيس مجلس المدينةالمهندس صديق مطرجيالمساحة - المدينة58 كم2 (22٫4 ميل2) - التجمع الحضري108 كم² (41٫7 ميل مربع)الارتفاع11 م (36 قدم) (2009) - المدينة650٬558 - المحافظة1٬255٬500منطقة زمنيةالتوقيت المحلي الشتوي (غرينتش +2)توقيت صيفيتوقيت الرياض الصيفي (غرينتش +3)رمز المنطقة041
أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفينيقي، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. كانت المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبحدية الأولى.[1] كما كانت مركزًا هامًا في العصرين السلوقيوالروماني، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع الإمبراطورية البيزنطيّةبعد الفتح الإسلامي، حولها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان الحكم العثماني؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذالقرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا.[2]
تطور عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية القرن العشرينبفضل تزايد أهميتها ونمو سوقها التجاري، ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات 2009 650,558 نسمة، وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك مسلمون علويون ومسلمون سنيّون والمسيحيون أغلبهم يتبعطائفة الروم الأرثوذكس إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية فالعرب هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنيةوتركمانية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية فيالمحافظة 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا.[3] أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث ينشط في المدينة عددٌ من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيره.[4] اختيرتقلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3 كم من المدينة، كواحدة منمواقع التراث العالمي، المحمي من قبل اليونيسكو.[5]
أصل التسمية
نعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم "أوغاريت" لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك "شمرا" وأقدم من هذين الاسمين "ياريموتا" الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى "راميتا" ومعناه "المرتفعة" وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون "راماثوس" وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية.[6] أما السكان المحليون فدعوها "مزبدا" التي تعني في العربية "زبد البحر"،[6] بينما أطلق عليها الإمبراطور جوستيان اسم "تيودوريارس"، في حين أسماها الصليبيون"لاليش".[7]
أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو أصل الاسم المتداول اليوم، فهو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطورسلوقس نيكاتور بعد أن جدد بناءها وهو "لاوديكيا" على اسم أمه، كما سمى أنطاكية[؟] على اسم والده أنطوخيوس، كما سمى أفاميا على اسم زوجته.[6] ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح "اللاذقية"، أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأولقبل الميلاد "جوليا"، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروسباسمه أي "سبيتما السافريّة" غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأمويةفي دمشق أطلق عليها اسم "لاذقية الشام" تمييزًا لها عن عدد من المدن التي تحمل الاسم نفسه. أما عن ألقابها فتوصف بكونها "عروس الساحل".
أما شعار المدينة، فقد تمّ اعتماده في عام 1975 من قبل مجلس مدينة اللاذقية، وهو يمثل مرساة سفينة يحيط بها دلفينان، تعتبر نسخة لأحد الآثار المكتشفة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد في المدينة. وجد الدلفين كذلك على عدد كبير من القطع النقدية التي تعود للفترة السلوقية، وتعتبر اللاذقية المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استعملت حيوان الدلفين كأحد رموزها ومن المدن القليلة في بلاد الشام التي لم يشتق اسمها من السريانية أوالآرامية. أما المرساة أو الياطر فهي تشير إلى الملاحة عصب الحياة الاقتصادية في المدينة، وقد وضع اسم "لاذقية العرب" لكونه أحد الأسماء التي سميّت بها من قبل المسلمين عند دخولهم المدينة فيالقرن السابع، تمييزًا لها عن ثماني مدن أخرى تحمل الاسم نفسه؛ وقد وضع هذا الشعار جبرائيل سعادة.[8]
الموقع
شاطئ اللاذقية الرملي.
تقع اللاذقية ضمن شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في الشمال الغربي للجمهورية العربية السورية؛ يحد المدينة من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال البحر أيضًا ثم منطقة دمسرخو التي باتت تعتبر من التوسع الطبيعي للمدينة، أما من الجنوب تحدها مجموعة من القرى والسهول الزراعيّة قبل أن تصل إلى مدينة جبلة[؟] التابعة لمحافظة اللاذقية؛ أما من ناحية الشرق فتحدها سلسلة جبال اللاذقية المرتفعة،[9]والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا عن سهل الغاب.
ولكونها تقع ضمن شبه جزيرة، فتتخذ المدينة شكل مثلث، لكن التوسعات العمرانية بدءًا من النصف الثاني للقرن العشرين، أخذت من خلالها المدينة بالزحف نحو الداخل خارج شبه الجزيرة الطبيعية التي نشأت فيها؛ أما شاطئ المدينة يعتبر متنوعًا للغاية، فهو رملي في شمال المدينة، ثم يتحول إلى صخري في وسطها وجنوبها، ويعود رمليًا في ضواحيها الجنوبية، كمنطقة برج سلام مثلاً.[10]
المناخ
متوسطي دافئ ولكنه بارد في الجبال وهذا سبب ان تكون المصايف الرائعة في اللاذقية
يعتبر مناخ المدينة مناخًا متوسطيًا معتدلاً،[11] يتميز بأربع فصول واضحة فهناك الصيف الحار والجاف ومن ثم ربيع وخريف معتدلان وأخيرًا شتاء بارد وممطر؛ تبلغ درجات الحرارة ذروتها في شهرييوليو وأغسطس والأمر نفسه بالنسبة لدرجات الرطوبة، أما شهرييناير وفبراير فهما الأكثر برودة. ولا تتساقط الثلوج في المدينة، إلا أنها تتساقط بغزارة في المناطق القريبة منها والجبال المحيطة بها،كصلنفة.[12]
لقد ساعد مناخ اللاذقية المعتدل، على أن تكون المناطق المحيطة بها مناطق زراعيّة بامتياز، فاشتهرت في العصور القديمة بريف خصب وغني خصوصًا بالحمضيات وكروم العنب التي منها كان يصنّع محليًا النبيذ اللاذقي ويصدر إلى اليونان ومصر، وقد اشتهر هذا النبيذ بجودته وشهرته، إلا أن صناعته تراجعت بشكل كبير، في أعقاب الفتح الإسلامي[size=32]][/size]
مناطق المدينة
بموجب قانون الإدارة المحلية السوري فإن المدن تقسم إلى أحياء ويجب أن يكون عدد سكان الحي على الأقل خمسون ألفًا؛ شهدت المدينة منذ منتصف القرن العشرين تطورًا سكانيًا ملحوظًا استدعى إنشاء أحياء جديدة، ولا زالت الأحياء تتكاثر حتى الآن. حاليًا تتألف المدينة من عشرين حيًا موزعين وفق الشكل التالي:[13]
حي الصليبة، وتوسعه حي مشروع الصليبة.[16][17]حي الفاروس.[18][19][20]حي الشيخ ضاهر.[21] يتبع له إداريًا حي الإمريكان.حي المار تقلاحي العوينةحي القلعة.[22]حي الطابياتالكورنيش الجنوبي
حي الزراعةحي الدعتورحي المشروع الثانيحي الرمل الفلسطينيحي السكنتويحي السجن
حي المشروع العاشر.[23]حي الرمل الشماليحي علي الجمّال
التاريخ
سكان المدينة
[size=59]بالنسبة للتوزع العرقي والإثني للسكان، فغالبية السكّان من العرب السوريين إلى جانب وجود نسب قليلة من المجموعات العرقيةكالتركمان والأكراد والسريان والأرمن ]هناك أيضًا مجموعة صغيرة من ذوي الأصول اليونانية] في أعقاب حرب 1948 أقيم في المدينة وحتى اليوم مخيم للاجئين الفلسطينيين تشرف عليه وكالة غوث اللاجئين وهو من المخيمات الصغيرة الحجم ويبلغ عدد قاطنيه 6,500 وهي يعتبر من المخيمات غير الشرعيّة أقيم بحكم الأمر الواقع عام 1956 وأغلب قاطنيه تعود أصولهم ليافا والجليل[؟]] وبنتيجة توسعات المدينة فقد غدا المخيم جزءًا منها غير أنه لا يزال ذو حدود واضحة.[/size]
[size=59]يتكلم السكّان اللغة العربية وفق اللهجات الشامية وتتخصص المدينة بنوع من اللهجة الشامية هو اللهجة الساحلية، عمومًا فإن انتشار هذه اللهجة يرتكز بشكل مكثّف في بعض المناطق كحي الصليبة، وترتكز اللهجة بمطّ الألف أو قلبها واوًا في بعض الألفاظ.[/size]
[size=59]شهدت اللاذقية ازدهارًا ديموغرافيًا كبيرًا ونموًا سكانيًا مطردًا منذ بداية القرن العشرين وتسارع النمو السكاني في أواسط القرن بسبب تزايد أهمية المدينة وتوسع سوق علمها؛ شكلت الهجرة من الريف عماد التوسع؛ ولايزال حتى يومنا هذا قسم كبير من سكان المدينة قيودهم في سجلات الدولة الرسمية في القرى والبلدات المحيطة باللاذقية؛ إن هذا من شأنه أن يعيق عمليات الإحصاء السكاني أو وضع عدد دقيق للسكان أو نسب محددة لتوجهاتهم[/size]
اللاذقية الرسمية
الاقتصاد
جزء من الكورنيش الجنوبي.
كعدد كبير من مدن سوريا والشرق الأوسط عمومًا تعاني اللاذقية من التلوث، على رأسها تلوث الهواء من تأثير عوادم السيارات، كما تقول لمى الأحمد مديرة البيئة في المدينة،[74] هناك أيضًا التلوث الناجم من مخلفات المصانع خصوصًا الحديد والإسفلت وزيت الزيتون في ضواحي المدينة فضلاً عن التلوث الناجم عن المبيدات الحشرية، أغلب هذا التلوث يؤثر بشكل غير مباشر على المدينة، فهو مثلاً يهدد منابع نهر السن المصدر الرئيسي لمياه الشرب فيها.[75] ثالث المشاكل الازدحام المروري والاختناقات التي تحصل في ساعات الذروة، إلى جانب قلة المرائب الخاصة أو العامة في المدينة بحيث توضع السيارات غالبًا أمام البناء، قال مدير مجلس المدينة أنه سيسعى إلى استحداث مرائب عامة وخاصة بهدف تقليل انتشار هذه الظاهرة،[76] إلى جانب قوله بأنه سيعمل على توسيع الطرق المحوريّة الهامة التي تقع الاختناقات فيها كساحة عدن وشارع المغرب العربي وشارع الثامن من آذار.[77]
أبرز المشاكل، وكعدد المدن السوريّة، فإن أطراف المدينة تتكاثر بها الأبنية العشوائيّة الغير خاضعة لمخطط التنظيم الإداري للمدينة كأحياء قنينص والرمل الفلسطيني وبعض مناطق سكنتوري،[78]تعاني مناطق العشوائيات من الإهمال إن كان بالطرقات أو دراسة قابلية البناء أو تخديم المنطقة بشكل عام، وكأمر واقع فإن أسعار الشقق السكنية في هذه المناطق هي ثلث أسعار سائر مناطق المدينة وغالبية سكانها من صغار الكسبة سواءً عملوا في القطاع العام أو القطاع الخاص؛ ارتفاع أسعار العقارات في المدينة في أعقاب لجوء عدد كبير من العراقيين إلى سوريا إثر الغزو الأمريكي أفضى إلى عدم عودة الأسعار إلى ما كانت عليه مطلقًا وولد شغورًا بحوالي خمس وعشرين ألف شقة فارغة لا طلب عليها بسبب عدم توفر السيولة النقديّة للمواطنين،[79] في ظل غياب مشاريع حكوميّة أو خاصة لسكنٍ بأسعار مخفضة، ما دفع العديد من الأزواج للإقامة في الأرياف المخدّمة قرب المدينة، وكذلك حال العمالة الوافدة من الداخل السوري:
هناك ظاهرة لافتة في الساحل السوري من ناحية انتشار العمران، إن من ينظر من نافذة طائرة محلقة فوق المناطق الساحلية في سوريا، سوف يدهشه منظر انتشار العمران، حتى ليكاد يتخيل نفسه أمام مدينة واحدة لا مدن متناثرة متباعدة عن بعضها البعض. هنا تحولت المدن إلى مراكز أخطبوطية، وذلك من جراء انتشار العمران على طول الطرق الممتدة منها إلى الريف. فكل مدينة في الساحل السوري أصبحت تتكون من مركز (جسم الأخطبوط) وأذرع ممتدة خارجها باتجاه الريف، وتنطبق الظاهرة نفسها على التجمعات السكانية في الريف من القرى والبلدات. هذه الظاهرة سوف تستمر في المدى الاستشرافي، بحيث تتشكل ما يمكن تسميته بالمدن المنتشرة، بدلاً من المدن المجمعة، وسوف يتغير مفهوم المدينة كثيرًا في المستقبل، في الساحل السوري، بحيث يتحول الساحل كله إلى مدينة، تشكل حقول الريف حدائقها.عدل
[size=59]اللاذقية الرسميةعدل[/size]
[size=59]لكونها مركز محافظة، فإن جميع وزارات الدولة وهيئاتها تمثل بمديريات عامة في المدينة، هناك أيضًا عدة ثكنات على أطرافها تتبع لوزارة الدفاع ومقرّات للجمعيات والهيئات الحكومية كهيئة دعم تنظم الأسرة؛ كذلك تحوي المدينة على نقابات واتحادات للعمال والفلاحين والطلبة.[/size]
[size=59]يوجد في المدينة أيضًا عدد من القنصليات والبعثات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات البريطانية والفرنسية وعدد آخر كان أحدث ما فتتح منها القنصليّة الأسبانيةعام 2010.[90] أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها حزب البعث العربي الاشتراكيوتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية أبرزها الحزب الاشتراكي العربي والحزب الشيوعي السوري والحزب السوري القومي الاجتماعي،[91] هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة.[/size]
[size=59]بموجب قانون الانتخابات السوري فإن المحافظة هي الدائرة الانتخابية، وتمثّل محافظة اللاذقية بسبعة عشر ممثلاً في مجلس الشعب[؟]؛[92] الحال نفسه بالنسبة لانتخابات المجالس المحليّة حيث تعتبر المدينة دائرة واحدة غير مقسّمة على أحياء، وتنتخب مجلسًا بلديًا يرأسه رئيس مجلس المدينة، أما بالنسبة للتقسيمات المحليّة فهي مقسمة إلى واحد وعشرين حيًا يرأس كل حي مختار معيّن من قبل وزارة الإدارة المحلية ويشكل صلة الوصل معها؛ يرأس محافظة اللاذقية محافظ معيّن من قبل رئيس الجمهورية ويعاونه رئيس مجلس المدينة ومجلس مدينة اللاذقية المنتخب؛ تحوي المدينة أيضًا على عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.[/size]
النقل والمواصلاتعدل
نفذت محافظة اللاذقية عددًا من المشاريع الهادفة لدعم وتطوير البنية التحتية في المدينة منها مشروع عقدة ساحة اليمن ودوار الشيخ ضاهر؛ الشارع الرئيسي في المدينة هو شارع جمال عبد الناصر الذي يقابل الواجهة البحرية للمدينة ومن ثم يتابع مع شارعي بور سعيد والمغرب العربي، وكذلك شارع الثامن من آذار وامتداده في شارعي بغداد وأنطاكية الذي ينفتح على شارع سوريا ومنه إلى شارع الجمهورية وشارع عبد القادر الحسيني المؤدي إلى خارج المدينة، ويشكل نقطة الاتصال مع منطقة الزراعة من ناحية ثانية. أما عن طرق المواصلات الخارجية، فهناك الطريق السريع بين اللاذقية وحلب والذي يمرّ في جسر الشغور وادلب أيضًا، والطرق السريع الساحلي الذي يصل مع طرطوس ومنها يخترق جبال الساحل متفرعًا إلى فرعين الأول نحو طرابلس وبيروت في لبنانوالثاني نحو حمص ودمشق في الداخل السوري، كذلك هناك طريق سريع يربط بين المدينة وأريحا في محافظة إدلب وطريق آخر يربطها مع أنطاكية[؟] في تركيا.
أما بالنسبة للقطار والسكك الحديدية، فإن من اللاذقية تنطلق أكبر سكة قطار في سوريا، فهي تبدأ من المدينة وتنتهي في القامشليبعد أن تمر بكل من الحسكة[؟] ودير الزور والرقة ومدينة الثورةوحلب وادلب وغيرها من البلدات والمدن الفرعية؛ كذلك فإن سكة القطار الجنوبية التي تبدأ من درعا وتتجه نحو دمشق فحمص، تتفرع عند حمص شمالاً نحو حماة وحلب وغربًا نحو طرطوس واللاذقية، ويبلغ عدد المتنقلين عبر القطارات 77,000 مواطن شهريًا.[100]
ويوجد في منطقة حميم على بعد 23 كم من المدينة مطار باسل الأسد الدولي الذي يؤمن النقل الداخلي إضافة إلى 36 وجهة خارجية، ويبلغ طول مهبط الطائرات به 2800 متر وعدد الرحلات السنوية حسب إحصاءات 2005 1100 رحلة.[101][102]
النقل البحري يتم عبر مرفأ اللاذقية وقد بلغ عدد الوافدين والمغادرين عبره عام 2009 حوالي 16,000 شخص،[103] وهو مرتبط بستة خطوط بحرية مع الإسكندرية ومرسين وأزمير وفماغوستا فيقبرص وبيروت.[104]
إلى جانب السيارات الخاصة، هناك ثلاث وسائل نقل عامة للتنقلات الداخلية، أولها حافلات النقل العام التابعة لمديرية النقل الداخلي ووزارة المواصلات، وهي تؤمن عمليات نقل المواطنين على خطوط محددة مسبقًا بشكل مغلق، ويبلغ عدد هذه الخطوط العاملة في الوقت الراهن سبعة خطوط وإحدى وثمانين حافلة؛[105] أما الوسيلة الثانية فهي الميكروباص، اقتصر استعماله منذ 2002على ضواحي المدينة، ويؤمن أيضًا التنقل إلى القرى والبلدات المحيطة كالقرداحة وجبلة[؟] وغيرها.[104]
التعليم
: جامعة تشرين جامعة الفارابي للدراسات العليا الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
شعار جامعة تشرين التي تأسست عام1971.
تعتبر نسبة الأمية في سوريا متراجعة، وهي في اللاذقية بشكل خاص أقل بكثير من متوسط نسبة سوريا العام، إذ إنها لا تتجاوز 3.5% من مجموع السكان،[106] وتقتصر على كبار السن وبعض البدو الذين يستقرون في خارج المدينة على الطريق السريع نحو حمص ويعتاشون على بيع الماشية ومنتجاتها.
تنتشر المدارس الحكوميّة وإلى جانبها المدارس الخاصّة أقدمها الكلية الوطنية الخاصّة والتي لم يشملها قانون التأميم لكونها تابعة للوقف الأرثوذكس، ومن أحدثها واحة الشام؛ كان عدد المدارس الخاصة أكبر في السابق، بيد أن احتكار الدولة لقطاع التعليم في أعقاب ثورة الثامن من آذار عام 1963 أدى إلى تأميمها ومنها مدرسة راهبات الكرمل والمرسلين الإمريكيين؛ ولم يسمح بإعادة الاستثمار بقطاع التعليم من خلال القطاع الخاص إلا في عام 2004.[107]
أما بالنسبة للجامعات الخاصة، فإن الاستثمار في هذا القطاع كان حكرًا على الدولة حتى عام 2004 أيضًا، بيد أن وجود جامعة تشرين في المدينة، وتوجه المستثمرين نحو المناطق التي تعتبر الجامعات الرئيسية بعيدة عنها، جعل من سوق الجامعات في اللاذقية محدودًا، إلا أن ذلك لم يمنع من قيام عددٍ من الجامعات الخاصة في المدينة كجامعة الفارابي للدراسات العليا، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي تشرف على إدراتها جامعة الدول العربية.
بخصوص جامعة تشرين فهي تتكون من ثمانية عشر كلية، وإلى جانب التعليم النظامي تحوي الجامعة على التعليم المفتوح والتعليم الموازي وعدد من المعاهد العالية والمتوسطة، ويبلغ عدد طلاب جامعة تشرين حوالي 37,000 طالب، حوالي 1500 منهم دراسات عليا.[108]
الصحةعدل
تدير الحكومة السورية ثلاث مستشفيات كبيرة في المدينة، هم مشفى الأسد الجامعي والمشفى الوطني ومشفى جامعة تشرين، كذلك تدير الحكومة عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية وتقوم بتوزيع اللقاحات الطبية مجانًا في المراكز الصحية التي تديرها أو في المدارس؛ وإلى جانب المشافي الحكومية يوجد المشافي الخاصة التي سُمح بالاستثمار الخاص بها بدءًا من 2004 ويتزايد عددها باطراد في المدينة؛ وبحسب إحصاءات العام 2008 فإن استطاعة هذه المشافي 1278 سريرًا بمعدل سرير لكل 663 مواطن أما المراكز الصحية فيبلغ عددها 94 بمعدل 9000 مواطن لكل مركز، أما عدد الأطباء العاملين فهو حوالي 1700 طبيب بمعدل طبيب لكل 500 مواطن، هناك أيضًا حوالي 900 طبيب أسنان وحوالي 450 صيدلية.[109]
كذلك تدير الجمعيات الخيرية عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية الشبه مجانية كمستوصف جمعية المواساة الإسلامية في حي الصليبة، وأخذت العيادات التجميلية تشقّ طريقها إلى المدينة، ويجري العمل على استحداث مركز لعلاج الأورام السرطانية.[110]
الثقافة
الرياضة
: ملعب الأسد المدينة الرياضية (اللاذقية) نادي حطين نادي تشرين السوري نادي التضامن السوري ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987
ستاد الملعب البلدي في اللاذقية.
تحوي المدينة إن كان من ناحية النشاطات أو من ناحية التجهيزات على عدد وافر من الأنشطة الرياضية، كما أنها استضافت عام1987 دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الرياضية العاشرة؛ وتعتبر كرة القدم الأكثر شعبية في المدينة، وهي موطن ناديين همانادي حطين[؟] الذي تأسس عام 1945 ونادي تشرين الذي تأسس عام 1947. الرياضات المائية تحتل نصيبًا هامًا في النشاط الرياضي، وينظم سنويًا عدة سباقات تختص بالرياضات المائية كالسباق الدولي لليخوت الشراعية،[111] كذلك يقام في المدينة سنويًا مسابقة خاصة بالفروسية وركوب الخيل،[112] وكذلك القفز المظلي.[113]
المدينة الرياضية باللاذقية تحوي على عدد من الصالات الرياضية المغلقة والمفتوحة ومسبحين أولمبين،[114] تختصّ بمختلف أنواع الرياضات كما تحوي على ستاد لكرة القدم، كذلك يوجد ستاد آخر هوستاد الأسد الرياضي في شارع أنطاكية وهو يتسع لحوالي 35,000 ألف متفرج.
السياحة
شاطئ منتجع "الشاطئ الأزرق".
تعتبر اللاذقية من المدن السياحيّة في سوريا وهي تتكون من سياحة داخلية يقوم بها سوريون، والسياحة الخارجية، بحسب تقديرات وزارة السياحة السورية فإن عدد السيّاح الخارجيين سنويًا هو 500,000 سائح. وبنتيجة ذلك فإن المدينة تحوي على عدد كبير من المرافق السياحيّة والمنتجعات منها الشاطئ الأزرق وميرديان اللاذقية وروتانا أفاميا الذي يحوي 246 شقة وفيلا على البحر.[115][116] إلى جانب السياحة الترفيهية فإن السياحة التاريخية تعتبر هامة في المدينة، إذ إنه على مقربة من المدينة يتواجد أربعة قلاع، تعود للحقبة الصليبية إلى جانب سائر الأطلال الأثرية والمباني التي تعود للحقب المملوكية والعثمانية.[117]
بلغت قيمة استثمارات الحكومة في القطاع السياحي ضمن محافظة اللاذقية بحوالي 27 مليار ليرة سورية العام 2009 لتأتي اللاذقية ثالثًا بعد دمشق وريف دمشق، وينمو المعدل السياحي في سوريا بشكل متسارع إذ بلغت عائدات هذا القطاع العام 2000حوالي 450 مليون ليرة وأصبحت بحلول العام 2009 حوالي مليار ليرة، ومن 1.7 مليون سائح عام 2000 إلى سبعة ملايين سائح عام 2010.[118]
المتاحف ودور الثقافةعدل
واجهة متحف اللاذقية الذي بني عام 1896 باسم "خان الدخان" وأصبح مقر الحاكم الفرنسي خلال الانتداب الفرنسي قبل أن يصبح المتحف الوطني.
مخطط المدينة الرياضية باللاذقية، والتي بنيت عام 1987.
متحف اللاذقية بحد ذاته يعتبر بناءً أثريًا يقع قبالة واجهة المدينة البحرية، وقد شيد عام 1847 ومن ثم حوّل إلى مقر شركة تبغ اللاذقية عام 1898 ودعي "خان الدخان"، في عام 1904 تم إضافة الطابق العلوي للبناء، ثم اشترته فرنسا عام 1919 وغدا مقر الحاكم العسكري الفرنسي في المدينة؛ أعادت البلدية شراءه عام 1978 وافتتح رسميًا كمتحف للمدينة عام 1986.[119]وهو يحوي خمس قاعات كبيرة، خصص أولها للأثار المكتشفة فيأوغاريت وثانيها للآثار المكتشفة في ابن هاني، والثالثة للآثار المكتشفة من الحقبتين السلوقية والرومانية والرابعة للممالك الإسلامية والأخيرة للفن الحديث.[120] عدد كبير من مكتشفات المتحف نقلت إلى متحف دمشق الوطني أو المتاحف الخارجيةكاللوفر، لعلّ أهم محتويات المتحف الحالي هو تمثال لبعل بطول 16 مترًا ويتموضع في الحديقة الخارجية.[120]
المتحف الثاني هو متحف الفن الحديث الذي تبلغ مساحته حوالي ألف متر مربع، ويتميز بقبته الزجاجية.[121] يستضيف المتحف دوريًا معارض متعددة في مجالات مختلفة، كالرسم والنحتوالتصوير الضوئي فضلاً عن معارض الكتب.[122][123]
تدير الحكومة أيضًا عدد من المكتبات العامة للمطالعة، وثلاث مراكز ثقافية أكبرها المركز الثقافي العربي الذي يحوي مكتبة عامة وقاعة مؤتمرات ومعهد للفنون التشكيلية ومركز اتصال بالإنترنت ومعهد للثقافة الشعبية ومسرح أوبرا هو الوحيد من نوعه في المدينة،[124] وتدير أيضًا المسرح القومي الذي يعود ببناءه للقرن السابع عشر ومكتبة جبرائيل سعادة ضمن جامعة تشرين.
[size=55]كنيسة قلب يسوع الأقدس التي تتبع الطقس الروماني الكاثوليكيفي المدينة، وقد بنيت عام 1904 ويطغى عليها طابع عصر النهضة الأوروبية.[/size]
[size=55]مهرجانات[/size]
[size=55]يقام في المدينة سنويًا عدد من المهرجانات، أكبرها هو مهرجان المحبة وذلك بالفترة الممتدة بين 2 أغسطس إلى 12 أغسطس، ويمتاز بتعدد النشاطات التي يشملها فهو يحوي، أمسيات شعريّة،[125] وعروض مسرحيّة،[126] وأنشطة رياضية في كرة القدم والسباحة والقفز المظلي وركوب الخيل على وجه الخصوص، وعروض سينمائيّة وحفلات فنيّة، وقد أطلقت النسخة الأولى منه عام1989؛[127] هناك أيضًا عدة مهرجانات سنوية كمهرجان التسوق، ومعرض الكتاب، ومعرض الزهور، ومهرجان المليودراما ومهرجان المسرحية ومهرجان الموسيقى العربية.[[/size]
كنيسة قلب يسوع الأقدس التي تتبع الطقس الروماني الكاثوليكيفي المدينة، وقد بنيت عام 1904 ويطغى عليها طابع عصر النهضة الأوروبية.
يقام في المدينة سنويًا عدد من المهرجانات، أكبرها هو مهرجان المحبة وذلك بالفترة الممتدة بين 2 أغسطس إلى 12 أغسطس، ويمتاز بتعدد النشاطات التي يشملها فهو يحوي، أمسيات شعريّة،[125] وعروض مسرحيّة،[126] وأنشطة رياضية في كرة القدم والسباحة والقفز المظلي وركوب الخيل على وجه الخصوص، وعروض سينمائيّة وحفلات فنيّة، وقد أطلقت النسخة الأولى منه عام1989؛[127] هناك أيضًا عدة مهرجانات سنوية كمهرجان التسوق، ومعرض الكتاب، ومعرض الزهور، ومهرجان المليودراما ومهرجان المسرحية ومهرجان الموسيقى العربية.[128]
العمارة
تدل الآثار المكتشفة من مواقع مختلفة في اللاذقية ومحيطها؛ أن المدينة كانت على مستوى معماري عالي منذ العصور القديمة، استخدم به منذ الألف السادس قبل الميلاد خزف في تزيين المباني فضلاً عن الفخار الملون والخزف الذي يمتاز بزخرفته الناعمة وأشكاله المختلفة؛ أما عن النمط المعماري لهذه المنازل فهو لم يختلف كثيرًا عن النمط السائد في سوريا والعراق من حيث كون الأبنية مشيّدة من الآجر والطين على شكل غرفة مستطيلة واحدة وكبيرة، يلحق بها من الخلف فرن حجري مستدير، وعادة ما تحاط هذه الأبنية بسور من الطين أيضًا؛ واستعمل الخشب في العمارة إلى جانب الطين والآجر بدءًا من الألف الرابع قبل الميلاد.[129]
أدخلت العمارة الإغريقية ومن ثم الرومانية إلى المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث أحيطت بسور يساعد على الدفاع عنها كما شيّدت قلعة لم يبق منها شيء اليوم، إذ دمرها المماليك عام1203. ولم تنل المدينة في العهد العثماني الكثير من الاهتمام؛ وكان الطراز العام للمنازل، بشكل بناء من الحجارة مؤلف من طابقين، يصل إلى الطابق العلوي فيه عن طريق درج حجري من الخارج؛ ويتميز النمط العثماني الحديث بالأسقف المرتفعة والغرف الواسعة المساحة فضلاً عن وجود فسحة مكشوفة للهواء الطلق يطلق عليها اسم الإيوان. أما عن عمارة المدينة ككل، فإن الكوارث الطبيعية والرطوبة العالية في الجو، تجعل من صمود الأبنية أمرًا صعبًا للغاية، بيد أن عددًا قليلاً من هذه الأبنية استطاع الصمود، ككاتدرائية القديس جرجس على سبيل المثال والمسجد الظاهري الكبير، ويمكن إعادة سبب صمود أغلب المساجد والكنائس بسبب الاعتناء الخاص ببنيتها عند الشروع بإنشائها، كما صمد أيضًا عدد من الخانات والحمامات العثمانية التقليدية،[130] كخان الشرق الذي لا يزال يقدم خدماته إلى اليوم،[131] وأيضًا عدد من الأسواق، كسوق الدباغين أو سوق السيّدة، وتتميز الأسواق العثمانية عادة بكونها أسواق مقبية يتخصص كل منها بنوع معين من السلع، هناك أيضًا بناء كازينو اللاذقية ومقهى شناتا الذين يعودا لبداية القرن العشرينومقهى العصافيري المبني منتصف ذلك القرن، وهم يقدمون صورة عن الطراز العماري للمدينة وخدماتها خلال تلك المرحلة،[132] في بعض الأزقة الداخلية من منطقتي الصليبة والعوينة يوجد منازل تعود للهزيع الأخير من القرن التاسع عشر، ورغم أن هذه الأبنية التراثية القديمة في المدينة عريقة البناء، فهي تشكل طفرة في قلب المدينة الحديثة، ما يزيد الأمر سوءًا اختفاء العناية بها، ويتولى شؤون رعايتها جمعيّة حماية تراث المدينة القديمة.[133]
تحوي المدينة أيضًا على النمط الحديث للعمارة، أي أبنية متعددة الطوابق، تحوي حديقة ومرآب